السلام عليكم ورحمة الله
قبل أن أضع الصور التي وفرها الأخ هناك كلمة يجب أن تقال:
كل مجتمع معرض لمظاهر الإنحراف والإنحلال، حتى المجتمعات التي عاش الرسل عليهم السلام بين ظهرانيها، وفي التاريخ شواهد كثيرة. لكن العبرة في كيفية التعاطي مع هذه الإنحرافات.
مثلا قوم سيدنا لوط ظهرت فيهم الفاحشة، فكيف تعاطوا معها؟ لقد تحولت عندهم من سلوك فردي إلى ظاهرة اجتماعية،وهذه النتيجة حتمية للتسامح مع فاحشة كالشذوذ إذ ستستمر دائرتها فالإتساع حتى تنقلب موازين الفطرة في تلك المجتمعات فينظر للسوي التقي على أنه الشاذ الحقيقي، وينقل لنا القرآن هذه الصورة على لسان قوم لوط إذ قالوا عن نبيهم ومن آمن معه: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"، فاصبحت الطهارة في نظر قوم لوط بعد أن عمت فيهم الفاحشة سلوكا يستوجب الطرد والنفي.
لكن لنعد قليلا إلى ما عرفته مدينتنا، ماذا حصل؟ حصل إنحراف يمكن أن يقع في اي مكان آخر، وجاهر به صاحبه لأنه بحكم تجارته بالخمور اعتاد شراء صمت الشرطة المحلية (وهذا موضوع يجب أن لا يطوى في صمت)، لكن كيف كانت ردة فعل المجتمع القصري؟ لن ابالغ إن قلت أني لم اشهد يوما غضبا كالذي رأيته بالقصر الكبير الايام القليلة الماضية، غضب ظاهر في عيون الشيخ والطفل، المرأة والرجل، والصور التي ننقلها لكم ليست إلا بعضا من كثير كثير. رغم أن هناك فضائح كثيرة تفجرت في مدن كثيرة دون أن تخلف رد فعل مشابه، وهذا الكلام ليس انتقاصا من شهامة أهلنا في تلك المدن، لكن ربما كانت للمدن الكبرى طباعها.. وهي طباع نحمد الله انها لم تعرف طريقها للقصر الكبير.
أنا قصري، وأفتخر، واليوم ازددت فخرا، فقد قالها أهل المدينة صريحة:
أخرجوا من قريتنا نحن أناس متطهرون.