النسيان صفة أودعها الله في النفس البشرية
هي نعمة من عند الله
بها نستطيع أن نتعدى همومنا وأحزاننا
وننسى بعضاً من تلك الجراح التي أحدثتها نوائب الدنيا ومنغصاتها ولكن النسيان من جهة أخرى قد يكون صفة مذمومة يلام عليها الإنسان
وبالتالي فالنسيان قد يكون جميلاً أو قبيحا
فجميلٌ
أن تنسى أحقادك
وتبدأ صفحة جديدة مع كل من أساء إليك
أن تنسى أنك ابن القصور وابن الحسب والنسب
لتتواضع وتجلس مع الفقراء
أن تنسى أحزانك وهمومك
لتذكر فقط أن كل مصيبة عدا الدين تهون
أن تنسى سقطاتك وانتكاساتك
لترفع هامتك عالياً
وتعلن بداية الإنطلاق من جديد
أن تنسى جميلك وفضلك على الناس
وتذكر فقط تقصيرك في حق من حولك
أن تنسى عيوب وزلات صديقك
لتذكر له فقط ميزاته وايجابياته
وقبيحٌ
أن تنسى أنك عبدٌ فقيرٌ حقيرٌ لا حول لك ولا قوة إلا بالإستعانة واللجوء إلى رب السموات والأرض
أن تنسى مراقبة الله لك في السر والعلن
لتتجرأ وتنتهك حرماته
أن تنسى كرم الله ونعمه عليك
لتذكر فقط ابتلاءاته واختباراته
أن تنسى فضل من أحسنوا إليك وسهروا على راحتك
وأولهم وأعظمهم فضل الوالدين
أن تنسى جميلُ الصفاتِ في صديقك
لتذكر له فقط عيوبه
أن تنسى إخوة لك في الإسلام يفترشون التراب ويبيتون خاوين البطون
وتنتهك محارمهم
بحجة أنك لا تملك لهم شيئاً
وتنسى أن تجعل لهم نصيباً من دعائك