موضوع: فلم نادر جدا ..(حادثة الحرم المكي عام1400هـ) 26/12/2007, 5:13 pm
جهيمان العتيبي ( ? - 1979) هو جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، الموظف في الحرس الوطني السعودي ثمانية عشر عاماً. والذي درس الفلسفة الدينية في جامعة مكة المكرمة الإسلامية، وانتقل بعدها الى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وفي المدينة المنورة، إلتقى جهيمان بـ محمد بن عبدالله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبدالعزيز بن باز. تزوج محمد القحطاني بأخت جهيمان العتيبي لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكّي الشهيرة في غرّة محرّم من العام 1400 من الهجرة.
أيديولوجية جماعة جهيمان نهج جهيمان نهج الأخوان المتشددين الذين أعانوا الملك عبدالعزيز على إنشاء المملكة العربية السعودية، ومنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفقهي الذي إستمدّ منه الإخوان منهجهم. ولايرى العارفون في الحركات الإسلامية غرابة في تزمّت جهيمان واعتزاله المجتمع ورفض معالمه المدنية من راديو وتلفزيون وخلافه نتيجة التّقارب الفكري بينه وبين منهج الإخوان، ويبقى الفارق بين الإخوان وجهيمان وهو تبنّي الثاني فكرة المهدي المنتظر وهي الفكرة التي لم يتبنّاها الإخوان.
لم يدّخر جهيمان جهداً في معاداة الأنظمة الحاكمة التي لا تحكم بشرع الله من وجهة نظره وكان هذا جلياُ في الرسائل التي كتبها بنفسه او من قِبل أتباعه والتي تبيّن فيه هذه الرسائل فكر و نظرة الجماعة فيما يتعلق بأمور الحكم والخلافة(1). يؤمن أتباع جهيمان بهجر المجتمع ووسائله المدنية والإنعزال عنه نظراً لتفشي الفساد والرذيلة في المجتمع وبُعده عن الصراط المستقيم، هذا من جانب. وفي الجانب الاخر، يرى جهيمان واتباعه بضرورة عدم موالاة الأنظمة التي لا تحكم بشرع الله، ولا تنتهي بنواهيه. ويرى العارفون بالحركات الإسلامية تناقضاً في فكر الجماعة وأهدافها المتمثلة بالمجتمع الذي يعمل بما أنزل الله وبين اعتزال الجماعة للمجتمع المراد تغييره...
الأول من محرّم 1400 هجري
اتباع جهيمان بعد تحرير الحرم المكي من سيطرتهميؤمن المسلمون بقدوم مجدد للدين كل مائة عام بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها" كما يؤمن المسلمون بما فيهم اتباع السنة والجماعة بقدوم المهدي المنتظر والذي يوصف بأنه من آل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، واسمه "محمد"، واسم أبيه "عبدالله" كما في إحدى الروايات(2)، ويلوذ المهدي بالمسجد الحرام هرباً من "اعداء الله".
أطراف المعادلة أصبحت كاملة من وجهة نظر جهيمان بمطلع قرن هجريّ جديد، وبصهر يسمّى "محمد بن عبدالله"، و "بفساد" و "بعد" عن الصراط المستقيم. لم ينقص المعادلة الا بيت الله الحرام ليلوذ اليه "المهدي المنتظر"، وهذا ماتمّ بعد صلاة الفجر في غرّة محرّم من العام 1400 هجري، الموافق 20 نوفمبر 1979. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشاً للصلاة عليها صلاة الأموات بعد صلاة الفجر، وما أن انفضّت صلاة الفجر، قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلن للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "اعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام. قدّم جهيمان صهره محمد بن عبدالله القحطاني بانه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، في ذاك اليوم من بداية القرن الهجري الجديد.
قام جهيمان واتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر"، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. يروي بعض شهود العيان بقاءهم في المسجد الحرام 3 ايام والتى من بعدها، أخلى جهيمان سبيلهم لمرافقتهم النساء والأطفال وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد. تدافعت قوات الأمن السعودية معزّزة بقوات الكوماندوز السعودية والجيش السعودي بالدبابات، وتبادل الطرفان النيران الكثيفة إذ لم تكن النعوش التي أتى بها جهيمان للمسجد الحرام تحوي موتى بل احتوت النعوش على أسلحة نارية، وأصاب المسجد الحرام ضرر بالغ جرّاء القصف وسقط من أتباع جهيمان صهره محمد بن عبدالله ونفر من أتباع الجماعة، واستسلم جهيمان ومن بقى من أتباعه. بعد فترة وجيزة، وصدر حكم المحكمة بقطع رؤوس 61 من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام