إنسان نادر ومثالي في كل شيء طيب القلب شديد الحساسية يتعذب من أجل الجميع محبوب من كل من حوله
طوال حياتي معه لم أعرف شيئا يكدره أو يغيره إلا مشكلتين اثنتين الأولى عجزه عن الوفاء بالتزاماته تجاه أطفاله الذين كان يتألم دائما من أجلهم وتعود أن يقول ( من فرط رهافة حسه ) بمرارة إنهم كانوا يستحقون أبا غيره
كان ما يؤلمه أنه المدرس ( وريث النبوة ) بكل هذا العجز والإحباط
أما المشكلة الثانية فهي مشكلة البدانة التي حولت حياته إلى جحيم منذ أصيب بهذا الخلل الهرموني منذ 10 سنوات كما قال لي ومشكلته أنه يتخيل دائما أن تلاميذه يسخرون من بدانته وذلك كان دائما يملؤه بالأسى ويؤذي نفسه أشنع الإيذاء
وباستثناء هاتين المشكلتين ( الفقر والبدانة ) كانت حياتي معه ( رغم صعوبتها ) هادثة هانئة
وسأظل ما حييت ( وإن عشت مائتي عام ) أذكر ذلك الموقف الحزين الذي جعلنا نبكي لأسبوعين متواصلين :
كانت نور ابنتنا التي تبلغ 5 سنوات تلعب بالخارج وفجأة دخلت علينا وهي تهلل وتضحك وتحتضن أباها قائلة : العيد " جه " يابابا ( تقصد جاء ) فقال لها : لسه بدري عن العيد ياحبيبتي ولكنها أصرت أن العيد " جه " وكانت تثور وتغضب كلما حاولنا أن نفهمها أن موعد العيد لم يحن بعد
وعندما تناقش معها أبوها عن سر إصرارها بأن العيد قد جاء قالت بأنها شاهدت هاجر صديقتها وأمها يأكلان لحما !!!!
لأن المسكينة تعودت أن ترى اللحم في العيد فقط فقد صار اللحم ملازما في ذهنها لقدوم العيد
ورغم أنني حاولت أن أتماسك وأن أضحك إلا أنه اندفع كالبركان يبكي ويعوي ويشكو إلى الله بكلمات تفطر القلب وتفتت الكبد أطفالا كانوا يستحقون ( كما تعود أن يقول ) أبا غيره
أبا قادرا على أن يوفر لهعم ما يشتهونه
وهكذا ظللنا لأسبوعين نبكي قبل أن نقرر أن نفوض أمرنا إلى العزيز الرحيم
المهم أنه في لحظة صفاء صارحني بكل شيء
لقد اكتشفت لأول مرة أن مشروع تربية الفراخ الذي دخله زوجي قبلها بشهور على أمل توفير مصدر دخل يعوضنا عن الراتب الذي يخصم بالكامل تقريبا في البنك علمت أنه خسر خسارة فادحة بسبب نفوق آلاف الدجاج ( بسبب الحر وليس بسبب أنفلونزا الطيور هكذا قال لي عندما سألته لماذا لم يتقدم للحصول عغلى تعويض أسوة بكثيرين ) وأنه مدين بألوف وأن ثمة أحكاما غيابية بالسجن عليه تتعدى ال 10 أحكام رفعها الدائنون وأن البقية ستأتي وأنه متأكد أنه سيقضي بقية حياته في السجن وأن المشكلة عنده ليست في دخول السجن ولكن المشكلة الحقيقية أنه إذا سجن فسوف يفصل من عمله مما يعني حرمان أولاده للأبد ( بلا ذنب ) من مصدر الدخل الوحيد لهم وأنه فكر طويلا في حل لهذه المشكلة فوجد أن موته هو الحل الأمثل لأنه إذا مات فسوف يفوت على هؤلاء الدائنين فرصة تحطيم أسرته التي ستصرف بعد وفاته معاشا معقولا سوف يغنيهم عن سؤال اللئيم وهو المعاش الذي سيضيع في حالة دخوله السجن فضلا عن أن أطفاله سوف يتيتمون وهو حي إذا دخل السجن فلماذا يجلب لهم العار والشقاء بعد أن فشل طوال حياته في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية الإنسانية لهم وأن حياته يقدمها لأبنائه عن طيب خاطر واثقا أن الله الرحيم سيغفر له إقدامه على الانتحار حماية لأولاده من الضياع
وأنه إذا كان سينتحر فمن الأفضل ألا يكون رحيله مجانيا وإنما عليه بيع ما يتمكن من بيعه من أعضائه وأولها الكليتين
كان يتكلم باستسلام غريب كلاما بشعا يعتقد أنه لا يخلو من المنطق ورغم أنني كنت أصبره قائلة بأن كل مشكلة لها حل إلا أنه كان يهز رأسه مبتسما بأسى قائلا : أعيدي التفكير فيما قلت وسامحيني
واستحلفته بالله العظيم أن يرحمني ويرحم أطفاله الذين سيتحطمون عن حق إذا مات وتركهم ووعدني ولكنني لا أصدقه لأنه استمر في الغياب عن عمله وعن المنزل واستمر شروده وبكاؤه أحيانا وعندما أسأله عن مصير القضايا المرفوعة ضده يرفض مصارحتي إلا أنني تسلمت يوما في غيابه إخطارا من المباحث بضرورة المعارضة في هذه الأحكام الغيابية قبل القبض عليه لتنفيذها وهو يقسم بأنه لن يدخل السجن أبدا ولا معنى لذلك عندي إلا أنه يصر على تنفيذ فكرته المجنونة السوداء
إنني أستحلفكم بالله العظيم وبسلطانه القديم أن تساعدوني على منعه بأية طريقة من تنفيذ فكرته المشئومة لأنه أقسم يمينا مغلظا بالطلاق إذا أخبرت أيا من أقاربه
ولم تكد تمر عدة أيام حتى حدثت المصيبة
فوجئت في صباح أحد الأيام بخمسة من الثيران الهائجة المسعورة من مباحث تنفيذ الأحكام تقتحم علي منزلي دون إذن ودون رعاية لحرمة بيتي
وانقضوا على المنزل يفتشونه في هيئة قاسية شريرة كأنهم يبحثون عن إرهابي وليس مجرد شخص ضعيف القلب مسكين
مكتنز الجسم من المرض الذي يهدده في كل لحظة
استباحوني وأهانوني وأهدروا كرامتي
قلت لهم إن زوجي في مدرسته واتضح أنهم قبل أن يدوسوا بيتي ويدنسوه قد انتهكوا حرمة المدرسة أيضا واستباحوها بملامحهم الغليظة وقلوبهم التي لا تعرف الرحمة وأنهم دخلوا جميع الفصول وفتشوها بحثا عن زوجي الذي اتضح أنه ( لرحمة الله ) كان قد استأذن بسبب تعبه وتوجه إلى الطبيب
وهكذا قدر لي أن أعيش أسوأ أيام حياتي على الإطلاق
ولم أرى زوجي إلا بعد العشاء لأنه لم يكن يعلم بما حدث لا انتهاك حرمة بيته ولا فضيحته المدوية في المدرسة التي لن تمحى مدى الحياة
ورغم أنني أشفقت عليه لعلمي بما يمكن أن يحدث له فلم أحكي له على إهاناتهم لي ودخولهم إلى حمامي وبه ملابسي الداخلية معلقة لقضاء حاجتهم بلا إذن
ورغم أنني لم أحكي له فإنني رأيته على هيئة بشعة كالعدم مخيفة موحشة
رأيت في عينيه ذلة وانكسارا وحسرة وكربا وقهرا لم أرهما في حياتي
وخوفا من أن يعودوا للبحث عنه خرج من المنزل بلا عودة
خرج من المنزل وليس في جيبه إلا جنيهين
إنني أبكي دما
إن في قلبي نارا
والدنيا في عيني سوداء همجية ملعونة
أحتضن طفلي وأتمنى الموت لي ولهما
هل زوجي أول المدينين أو آخرهم
والله العظيم إن له قلب طفل صغير
لماذا يكتب لنا وحدنا أن نموت آلاف المرات
أن النيران المشتعلة داخلي لن يطفئها إلا البكاء
البكاء حتى الموت
فما دامت المباحث قد وضعت زوجي في رأسها فلا نجاة لنا
ووالله الذي لا إله إلا هو إن لأهل زوجي ( لأبيه ) حكما قضائيا نهائيا وواجب النفاذ منذ سنة 2002 عجزوا عن تنفيذه لا لشيء إلا لأن خصمهم من الأثرياء الذين ينفقون ويرشون بلا حساب
حتى في الأحكام الصادرة ضد زوجي ما يجعلهم يسارعون إلى تنفيذها بكل هذه الهمة أن من خصومه من يدفعون بدون حساب
وهكذا ولسخرية القدر تنفذ الأحكام بالثمن وتوضع على الرف حتى تموت بالثمن أيضا
ونحن قوم بسطاء لا نملك ما ندفعه لا لتنفيذ الحكم الصادر لصالحنا ولا لعدم تنفيذ الحكمن الصادر بحقنا
فلمن نشكو حالنا وعجزنا وهواننا على الناس يارب
والله يا إخوتي إنني ما زلت أذكر أسود ليلة رأيتها في حياتي وأبشعها على الإطلاق
هل تصدقون أن تلجأ سيدة مسلمة وجامعية مثلي لنبش القمامة بحثا عن عشاء لأطفالها
إنني أشهد الله أنني لم أحكي هذا الأمر لمخلوق من قبل لا زوجي ولا صديقتي ولا حتى أمي
كنا في فصل الشتاء وكانت ليلة شديدة البرودة وكان الطفلين جائعين وكان زوجي غائبا كعادته منذ ابتلاه الله وابتلاني معه ولم أكن قد علمت وقتها بأمر سعيه لبيع أعضائه
وكرهت أن ألجأ لأحد ولا حتى أقرب الناس لي
وكنت في قمة اليأس والألم
انتظرت حتى تأخر الوقت قليلا وخرجت إلى الشارع متوجهة إلى أكبر صندوق قمامة
وقفت وتلفت حولي حتى تأكدت ألا أحد يراني
وبينما هممت لنبش القمامة بحثا عن أي بقايا طعام فوجئت بقط ضخم داخل الصندوق يحاول تخليص رغيفين يابسين من أحد الأكياس
وقمت بطرده واستخلصت الرغيفين من الكيس ووجدت نصف برتقالة صالحة للأكل
وعندما استدرت لأعود إلى بيتي وجدت منظرا شاب له شعري
لقد وجدت القط ينظر لي معاتبا يكاد يبكي لأنني سلبته عشاءه
وشعرت بألم ووخزة ضمير
كان الموقف أكبر من احتمالي
فمن ذا الذي يتخيل أن يصل الصراع على الحياة بين الإنسان والحيوان إلى هذه الدرجة البائسة
ولم أعرف هل أضحك أم أبكي
وبكيت حظي وضعفي وعجزي
وشعرت بالنقمة على زوجي وعلى ظروفي وعلى حياتي وبكيت نفسي وهواني
وشعرت بأن عقلي على وشك الضياع وأنني سأصاب بالجنون
وتخيلت الآباء والأمهات القاعدين في هذا البرد وسط أطفالهم يتناولون ما لذ وطاب مما لا يحرمون أولادهم منه
وتذكرت في نفس الوقت أولادي المنتظرين في شقتي
فكتم الحزن أنفاسي وكدت أشل
لم يكن ما شعرت به في هذه اللحظة حسدا ولا حقدا
وإنما هو شعور لا يمكن وصفه
وأخذت أخاطب القط كالمجنونة وأستسمحه وأطلب منه المغفرة
وعدت إلى منزلي
إخوتي الكرام
إن لدي أملا كبيرا أنني سأجد منكم المساعدة في إنقاذ أسرتنا المنكوبة
أنا أعرف بالطبع أنه من المستحيل أن تقوموا بمقابلته أوالحديث معه ولكنكم تستطيعون إن وجدتم الرغبة في مساعدتنا أن تقولوا له ( حتى ولو بالتليفون ) إنكم قد علمتم بالموضوع بطريقتكم وأن تتحدثوا معه لإثنائه عما برأسه قبل فوات الأوان
وفي المقام الأول أن تجتهدوا وألا تألوا جهدا في سبيل توصيل رسالتي إلى جلالته عبر أية قناة قد تتاح لكم
أو ربما يمكنكم أن تحيلوني إلى أي إنسان أو أية جهة ممن تتوسمون فيهم الخير وعدم الامتناع عن مساعدة المكروبين والمدينين والمحتاجين
مع خالص دعواتي لسيادتكم بالتوفيق
أخيرا فإن لي عندكم رجاء وهو أن تعلموا أن رسالتي أمانة في أعناقكم أسألكم عنها أمام الله لأنه لو علم بها لطلقني لشدة رعبه من الفضائح
وأشهد الله أنني بعت حلق ابنتي ( قرطها ) ( وكان آخر شيء ذي قيمة نمتلكه ) من أجل كتابة هذه الرسالة على الكمبيوتر وطباعتها وإرسالها إلى هؤلاء الرؤساء الذين لم يقيموا لضعفي وهواني أي وزن ( وآخرين ) فبالله عليكم ساعدونا
وبعهد الله ألا تخبروا زوجي أنني تحدثت معكم في هذا الموضوع وألا تفضحونا
إنني أصرخ في جوف الليل وأناجي ربي قائلة
يا إلهي إلى من تكلنا؟
إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي
يا الله
يا أرحم الراحمين
إذا كنا نستحق كل هذا البلاء فما ذنب الطفلين الصغيرين ؟
وماذا جنت قلوبهم الخضراء ليستحقوا كل هذا العذاب ؟
ياراحم يا عادل يا قوي يا غفور اغفر لنا وارحمنا وتولنا
أنقذوني بالله عليكم
هل أبيع نفسي أنا الأخرى ؟
أحد الأخوة السعوديين سامحه الله اطلع على رسالتي التي نشرتها في أحد المنتديات فقرر في الدرجة صفر منن الشرف والكرامة والمروءة بل والإسلام أن يستغل احتياجي بقدر الإمكان
فأرسل لي منذ يومين فقط رسالة على إيميل صديقتي ادعى فيها أن أباه يعمل في الديوان الملكي السعودي وأنه يستطيع بكل سهولة توصيل رسالتي للأب الملك وطلب مني انتظاره على النت
كنت كالمنومة ووثقت في كلامه واعتقدت أن قلبه اهتز من أجلنا
ولم أنم ليلتها
وبت أتعجل شروق الشمس وكلي أمل في قرب انقشاع الغمة
واعتقدت أن الدنيا ضحكت لنا أخيرا
وظللت ملازمة لبيت صديقتي حتى دخل أخيرا وطلب مني أن أحكي له مشكلتي باختصار
وأخذت أحكي وقلبي يرتعش
وادعى أن المشكلة بسيطة جدا ولا تتطلب تدخل الملك وأخبرني أن هناك سعوديين يخرجون زكاة بالملايين
ثم أبدى استعداده التام لسداد كامل هذه الديون
لم أصدق نفسي وكدت أطلب منه أن يعتبرني عبدة له حتى أموت
وقال بأنه سيرسل المبالغ فورا
ودون تردد
ثم ألقى بالقنبلة في وجهي
قال : لي عندكم طلب بسيط جدا
قلت ما هو
قال أنا أنزل القاهرة كل صيف وأرغب أن تستقبلوني بالكرم المصري المعهود
قلت له والله يا أخي سنفرش لك الأرض وردا وعطرا
فقال : وطلب آخر بسيط
قلت : أأمرني يا أخي
قال : أريدكم أن توفروا لي بنتا جميلة أتزوجها مسيار خلال وجودي بالقاهرة
وكتمت غيظي وبكيت حظي
وقلت له كلمة واحدة
أنا أشكوك إلى الله
ولولا أن أخلاقي لا تسمح لنشرت إيميله لأفضحه
ولو يدري ( لا سامحه الله ) خيبة الأمل والذلة التي شعرت بها أخت مسلمة لحاسب نفسه ألف مرة
منه لله
لقد كدت ليلة أمس أفقد صوابي وأيأس من رحمة ربي والعياذ بالله
وظللت طوال الليل أصلي وأتهجد لله أن يرفع مقته عنا
كنت أقول وأنا في منتهى الجزع
اللهم إني أتوسل بك إليك
وأقسم بك عليك
أن تكون شفيعي لديك
اللهم إن حسناتي منك
وسيئاتي من نفسي
فجد اللهم بعظمة ما هو لك على حقارة ما هو مني
اللهم يارب كل شيء
أسألك بقدرتك على كل شيء
أن تنقذنا مما نحن فيه
اللهم إنني لجأت لغيرك فكسروا ظهري ومثلوا بي
اللهم إنني أقف ببابك
ذليلة
والذل إليك نعمة ما بعدها نعمة
عبدتنك
وعبوديتي لك تعزني
اللهم ما مضى من ذنوبنا مما كان سببا في كل ما مررنا به فاغفره لنا وتجاوزه بفضلك وكرمك
وما سنستقبل من ذنوب ( نرتكبها لأننا بشر والبشر خطاءون ) فاستر عنا آثارها
اللهم إنني أسألك الخير من حيث تعلم أنه الخير
اللهم إنني أستحلفك بنبيك الكريم
بجاهه عندك
وبالسر الذي بينك وبينه
أن تختم لنا بخشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك
وأسألك أن ترزقني من اليقين ما يهون علي مصيبتي
يارب يارب
وما أحسنها من راحة أن نعلم أن لنا ربا نفزع إليه
مجرد النطق بها يريحني فكيف بالعطاء بعدها يا رب
وظللت أتهجد حتى أذن الفجر
ولكن اعلموا يا إخوتي في الله أنني مؤمنة حق الإيمان
وإنما المشكلة أن الابتلاء كان عظيما
والمحنة نزلت فادحة
وأنا مهما كنت مجرد إنسانة بسيطة ضعيفة لا تملك من أمرها شيئا فكيف بها وقد حملتها الأقدار هذا الحمل الغليظ
لقد وجدت نفسي فجأة مسئولة مسئولية كاملة عن أسرتي الصغيرة في شبه غياب كامل من زوجي الذي هده المرض واستنزفته الهموم حتى صار حطاما
وأغلب الوقت هو غائب لأنه مطارد من الشرطة لصدور خمسة أحكام قضائية نهائية بالسجن ضده
ولا حل له للعودة إلى حياته إلا سداد ديونه
والدائنون لا ير حمون
ولا يجدون غضاضة في هدم مستقبلنا في سبيل الحصول على مستحقاتهم
ولا يمكن مع ذلك أن نلومهم لأنهم في النهاية إنما يطالبون بحقوقهم
وبعضهم والحق يقال في أحوج ما يكون لحقه
والعين بصيرة واليد قصيرة كما يقول المصريون في أمثالهم
والكرب عظيم
والابتلاء مرير
والأولاد يعانون من أقسى أنواع الحرمان
وحياة زوجي شاء القدر أن توضع في كفة وأن توضع حياة أسرته في الكفة الأخرى
فكيف نحل هذه المعادلة الملعونة
إنني أقضي الليالي ساهرة منتحبة أدعو الله بالخلاص ولا فائدة
حتى زوجي أصبحت حياته مهددة في كل لحظة حيث تجاوزت نسبة السكر في دمه ال 500 والطبيب يلح عليه بعدم الانفعال حتى لا يموت
ولكن أنى لمثله أن يشعر براحة البال وقلبه مثقل من الهموم والأعباء التي يبكي عجزه عن أدائها ويتحسر على أطفاله دون أن يجد من يتحسر عليه
إنني أشهد الله أنني على أتم استعداد أن يراق دمي وأن تهدر كرامتي وأن أستعبد وأن أستذل وأن أسحل في الشوارع وأن أمزق بالخناجر وأن أحرق حتى أصير رمادا في سبيل إنقاذ زوجي وأسرتي
فبالله العظيم أن تعتبروا رسالتي أمانة في أعناقكم
فهي أملي الأخير
ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
وإيميل صديقتي
[email]mour20002@hotmail.com[/email]